-A +A
ياسر سلامة
صور ورسائل واتساب وأفلام تنتشر وقصص وحكايات ومواقف ليس لها أول من آخر عن أمطار جدة وسيولها، وللأسف العامل المشترك بين كل ما ينشر هو الاستهزاء والسخرية والنكت والتندر على بنية جدة التحتية.
المؤلم ليس في الانطباع النهائي الذي وصل لنا كأهالي جدة أو حتى كسكان للمملكة عن هذه المدينة الناعمة، ولكن فيما تأكد وصوله لبقية دول المنطقة على الأقل المحيطة بنا، وكيف هي النظرة بعد كل ما يطرح عن جدة إعلاميا وبأيدي قنواتنا (أي بفلوسنا) كيف تنظر شعوب هذه الدول عن البوابة الأولى لمكة المكرمة.

فعلا هناك من فقد الأمل بسبب الفشل الصريح الواضح لمشاريع جدة في مواجهة أمطار لا تتجاوز مدتها الساعة الواحدة، وفعلا أصبح ما يهم الكثير هي سمعة جدة عروس البحر الأحمر وسمعة المملكة أولا وآخرا، لأننا إن كنا بظهور الدش وانتشار القنوات الفضائية في منتصف التسعينيات الميلادية أطلقنا اسم القرية الواحدة على العالم، فقد نطلق اليوم اسم الحارة الواحدة على العالم بوجود الفيس بوك وتويتر، وليتها بقيت على هولاء المتهمين دائما بكل صغيرة وكبيرة، فهناك ما هو أبعد بوجود برامج الأوفو والسكايب والواتس والتانجو والفيس تايم والانستجرام، وبهذه البرامج أصبح العالم عبارة عن عمارة أو بيت واحد إن لم يكن شقة في مبنى اسمه الكون، وما سيأتي كان أعظم.
سمعة المملكة من سمعة جدة، وما يحدث من آثار وأضرار لأهالي وسكان جدة جراء غياب البنية التحتية الأساسية وفشل المشاريع القائمة لتنفيذ هذه البنية، ما يحدث أصبح مصدر تندر واستغراب العالم من حولنا في الوقت الذي تتباهي بعض عواصم ومدن دول الخليج من حولنا بالخدمات المستحدثة المقدمة والتي توصف (بالفنتازية الخدمية) الاستعراضية.
الإساءة لجدة إساءة للمملكة، ولا يمكن أن تستمر هذه الإساءات المتكررة في جدة وتترك في أيدي من لا يقدر دور المملكة ومكانتها بين دول العالم، فنحن لم نعد نعيش في قرية واحدة بل في حارة أو عمارة واحدة مع عالم يتباهى بالاقتصاد المعرفي والتنمية المستدامة بأفرعها الثلاثة والذي حددته الأمم المتحدة.
قصة وفاة أب وابنه بسبب غطاء فتحة صرف صحي تتكرر عدة مرات في مدينة واحدة وفي أقل من شهر، وساعة مطر تكشف المستور بتجمع المياه المعيقة لحركة الإنسان في كل شارع وحي، جميعها رمزيات تدل أن هناك مشكلة مزمنة في القطاعات الخدمية ومن يديرها في مدينة جدة، وإن لم يكن لنا وقفة مع من تعود أن يرمي بمسؤولية تقصيره وإخفاقه على غيره فإننا سنعاني وسمعتنا مما يحدث.